مقالات

  • المختصر البسيط
  • تجربة شخصية ؟
  • هكذا كانوا يعيشون

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

قيل : التسامح نصف السعادة !


التسامح .. كلمة أستغلها في هذا الزمن سياقات سياسية و دينية لأجل مصالح .. لطّخت أسمى المعاني لهذه الكلمة الرائعة

أطلق العلماء و المفكرين على مصطلح " التسامح " علمياً : دعم تلك الممارسات التي تدعم عدم التمميز العرقي .. ولم يتفق معهم البعض و أصبح هذا المصطلح مثير للجدل
 

التسامح مبدأ عظيم لا يعيش البشر بدونه .. قال الفيلسوف " فوليتر " : ( ما هو التسامح ؟ إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية ، إننا جميعاً من نتاج الضعف ، كلنا هشّون وميالون للخطأ ، ولذا دعونا نسامح بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل).

لكن المشكلة عندما يصبح التسامح كلمة لا فعل .. موعظة للأذن دون القلب .. حتى يصبح لفظ و كلمة تجارية لا تبرهنها الأفعال

ليس من السهل التساهل و التسامح و السلام الداخلي لكن يسعــد صاحبه و تنطفئ نار الغل و الحقد في قلبه ,, يقول إبن تيمية - رحمه الله - : " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي " , كان قاعدة ً في تعامله و سلوكياته لأنه من الطبيعي سيدرك الإختلاف بين الناس و بين الأشخاص فــ بادر للتسامح و التساهل .

من المستحيل أن يكون المتسامح ضعيف شخصية ولا موافقاً على فعل آذاه و لا ساكت عن حقه .. بل إنه صاحب النظرة الأبعد و المبادر بالعفو و الإحسان و الكرم و كسر حواجز الحقد و الحسد .

و ليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلّم أسوة ٌ حسنة .. حامل رسالة القيم لكل العالمين و على رأسها التسامح .. علّم بها أصحابه و قابل بها أعداءه فكان قد كرّس هذا المبدأ العظيم للتعارف و التواصل ,, فما أعظم هذا الخلق الكريم و ما أروع أصحابه .

من أسباب إضمحلال هذا المبدأ و هذا الخُلُق الغفلة عن تدارس سيرة خير البشر عليه الصلاة و السلام .. و إنتشار الحقد و البغض و الكبــر حتى أصبح من يجيد السباب و الشتم صاحب الحق و ناهيك عن من يجعل الحبة قبّة ! فهذا كله أسهم في تشويه صورة التسامح كما ذكرنا آنفاً .

كنت أقرأ مقال عن التسامح عندما علمت بمناسبة اليوم العالمي للتسامح كتبه وائل نجم 1427هـ في موقع " المسلم "بدأ أحد أسطره بـ :

إننا في وطننا العربي – ولا أعرف إن بقي هناك وطن عربي –

 للأسف .. و واصل قائلاً 

إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش في عالم مطمئن ومتقدم.
 اليوم العالمي للتسامح .. يوم دعت فيه منظمة اليونسكو أعضاءها إلى بث معاني التسامح و خصصت عام 95 عاماً للتسامح آنذاك ,,

المثير للسخرية أن في نفس عام 95 حصلت مذبحة سربرنيتشا التي تعد أفظع مذبحة منذ الحرب العالمية الثانية .. في شرق البوسنة من القوات الصربية راح ضحيتها 8 آلاف شخص و نزح الآلاف من المدنيين المسلمين .. لاحظ هذه مجزرة و إبادة جماعية و ليست حرب ! ,,
و اليوم 16 نوفمبر 2011 اليوم العالمي للتسامح و إسرائيل تقصف شمال غزة الآن !


 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة