واه ! مرت فترة،
أشعر بالجوع،
بالجوع تجاه التدوين
والجوع على الطعام أكثر صراحة. لول
وبهذه المناسبة يوجد تساؤل،
"كم ممكن تدفع على مطعم؟ ،
يعني الماكسيوم اللي تحسه انه مقبول
إنك تدفعه ؟ "
طيب.. بعيداً عن هذا السؤال،
قررت في شهر من الشهور في هذه السنة إني أكون شبه هوملس ( Homeless)
الفرق، في أنه عندي مكان أنام فيه وهذا الشيء غصباً عني ، لول.
وأشوف كم يصرف الإنسان العادي، وإش يحس لما يصرف ولما يفقد أشياء،وكم سيتحمل.
سأحكي التفاصيل البسيطة وليس تفاصيل التفاصيل ..توفيراً لوقت القارئ ولكونها تجربة شخصية ربما لا تهتم بها.
إذاً .. ماذا فعلت ؟
نمبر ون | 1 :
ذهبت وقمت بسحب جميع مدخراتي وأموالي من فرع البنك، وذهبت بها
إلى خالتي التي تقطن بعيداً عني .
نمبر تو | 2 :
أمسكت بالمقص، وقصصت بطاقة الصرافة، وقلت لخالتي:
كل نهاية أسبوع سآتيك وتعطيني 50 ريالاً فقط، كأنك أنت من تنفقي علي .
طبعاً احتطت بمبلغ وقدره 200 ريال بالدس، مدري ليه :D
لكن عادة الإحتياط في أموري تبدو واضحة من صغري .
وقررت هذا الشهر أشتري كل شيء من الخارج،
لا آكل من طبخ البيت... ولا أخبر أحداً عن الشيء الذي أعمله.
فقط بالمبلغ الذي أملكه، ولا أضمن غيره .
وليش وديته عند خالتي؟ لأني ما حاقدر كل شوية أروح لها..
ولا أريد مقابلة زوجها ثقيل الدم، فهذا شي يمنعني .. لول .
*التجربة*
الأسبوع الأول بدأت بداية عادية..يعني " أحاول باستهتار" إني أشفق من فلوسي وأقلل الإنفاق
طبعاً معي 50 فقط، لكن بعقلي الباطني أشعر بالأمان أنه معي 200 ريال احتياط..
قللت إنفاق لكن ليس بالشكل المطلوب.
الأسبوع الثاني الوضع شوية اختلف،الفلوس صارت تقل بسرع
ة ولو ما خففت إنقاق سأصل للمئتين الإحتياط وهذا مؤشر سيء..
وخذ في بالك إني أدفع فلوس البنزين من الخمسين .
وليس لدي غير هذا المبلغ .
الأسبوع الثالث فشلت، ودخلت على الإحتياطي
واستخدمته وأنا في بالي إني سأعوضه قبل نهاية الاسبوع بطريقة ما.
لكن لا يوجد مصدر دخل وهذه معضلة.
عموماً انتهى شهر وقررت أكمل دون أن آخذ من خالتي شيئاً، لم أقم بزيارتها ذلك الأسبوع
وقلت بدلاً من أن تعطيني 50، سأفترض أنها أعطتني وهذا يكون التعويض في الـ 200 .
الشهر الثاني لم أستطع شراء كماليات،
وأصبحت أكثر إصراراً في أني أنجح بالمهمة..
كيف العصاميين ينجحون؟ طيب عندهم مصدر دخل على الأقل، وأنا ما عندي.
أنا حالياً تائه في زحمة العالم، أنا نكرة .
وعندما أقول لم أقدر على شراء الكماليات..
وهي أني مثلاً أدخل البقالة / السوبر ماركت لأشتري [ ضرورة ] الماء،
وأنظر لأرى " حليب الشوكولاته " أو " العصير" الذي أحبه ..
لكن لا أقدر على شرائه لأنه صار يهددني .. و[ ضرر ] ، أصبح بالنسبة لي كماليات .
تورّطت عندما خرجت مع أصحابي مرة،
عادةً أحب أبادر وأدفع الحساب دون انتظار الطرف الآخر..يوجد فيني هذا الطبع لا أعلم لمَ ،
لكن فعلتها هذه المرة .. ولأول مرة انتباني شعور الندم والقلق عندما نظرت للمبلغ المتبقي لدي.
لقافة؟ لكن كيف أغير هذا الطبع، للتو اكتشفته .. لماذا أصبح يضايقني هذه المرة؟
- انتهى أسبوع آخر ولم آخذ من خالتي وأصبحت أعيش على الباقي.
صرت أتجنب الإجتماعات الأصحابية رغبة مني في إتمام النجاح دون أن أضطر للدفع بسبب طبعي هذا الذي سيكلفني الكثير.
إلا أني خرجت بفكرة تدريجية.. صرت أمرن عقولهم عليها، وهي أنه لدي أزمة مالية ومشاكل
في سيارتي وبالكاد أستطيع حلها والدفع .
كسبت جانب تعاطفي من بعيد لبعيد،
فمررت فكرة أخرى أنه الأفضل دائماً بغض النظر عن الإجتماع واللمّة مع أحد،
يفضّل أنه يكون الدفع قطيّة .
( لغير الناطقين بالسعودية هذا يعني يجب على كل أحد أن يساهم من عنده بمبلغ من المال الله لا يهينه).لول
نجحت بشق الأنفس أن أخفي طبعي المبادر في الدفع ..
حتى أني حاولت مرة أن أفعلها لكنهم نهوني، وأصروا على أن الدفع يكون بشكل جماعي .
قلت تمام.. وبداخلي أشعور بالسوء ، لم أتعود على ذلك.
على أية حال: صرفيتي ذلك الشهرين تعدت المبلغ الذي معي،
والذي كان في بالي وكنت واضعاُ في الإعتبار أن ألتزم به ...
الشهر الأول : صرفت ما يقارب الـ 300 ريال وهذه جميعها على أكل وشرب فقققققطططططط
وأنا أحاول أن أقلل.
الشهر الثاني: قطعت كل شيء عندما لم أعد أشعر بالأمان وليس لدي احتياطي آخر
وركزت عالضرورات وتقليل الإنفاق أكثر لأقصى حد .
فكان المبلغ النهائي ما يقارب الـ 150 ريال. أكل وشرب فقط / دون وقود السيارة.
مع محاولات البحث عن مصدر دخل .
أخيراً وليس آخراً ، أرى في النهاية والخلاصة كالتالي:
-عندما الإنسان يستمر على وجبة واحدة لمدة معينة تزيد شراهته للأكلات الثانية بقوة،ويركز على ما عند الناس لا شعورياً.
-البلد هذه فيها خير ، وفيها أموال وأكلات مهدورة بشكل فظيع ما يحس فيها المرفّه .
- الآباء يتعبون ويبذلون الغالي والنفيس، لأنه مسؤول عن حيوات أخرى ، ليست فقط نفسه ما تهمه.
-عندما يكون لدى الشخص مال يغطي حاجته، فإنه يميل للتقاعس، ليس لديه شي يخسره، لكن لما يبدأ يشعر بالتهديد سيبدأ بالتحرك ويترك كل شيء آخر لأجل الهدف، وأحيانا يكون الهدف لقمة أو توفير ريال.
-الهلل ( العملات المعدنية ) الذي يُرمى وليس له قيمة عند البعض ، يسوى حياة عند الغير. لا تستهن بالأمور الصغيرة،صرت أحاول أجمع الهلل من البيت ومن كل مكان أريد الإستمرار بالتجربة.
عموماً ..ما قدرت أستمر بالتجربة،
مو عشان شيء، ولكن المكان / البيئة / النفس ، ما ساعدت لمدة أطول .
وينقص التجربة أشياء كثيرة، ومعيار التجربة متذبذب..
ولا أخفيكم أن الأثر النفسي من التجربة كان سيء، لكن كنت أشعر بنوع من السعادة.
عشت على أني هوملس متخفي .. لكن في النهاية صرت أصنفني كفقير متخفي.. أو مسكين.
ويضحك على نفسه بالتجربة.
إذاً ... هل عرفت سبب سؤالي في بداية التدوينة؟
انا انسألت هذا السؤال، وكانت التدوينة هذه هي الإجابة.
شاركني انطباعك وتقييمك للتجربة هنا أو على تويتر .
ورمضان كريم على الكل.